للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أما مصادره فـ"بالإضافة إلى مالك الذي هو المصدر الأول لكتاب التفريع فقد نقل عن تسعة عشر فقيهاً، منهم تسعة من تلامذة مالك ... ، كما نقل عن ستة من تلامذة تلاميذه مالك ... ، ونقل أخيراً عن اثنين من الطبقة التي تليها، وهما شيخه أبو بكر الأبهري، وعمرو أبو الفرج القاضي" (١). فـ"أول عمل قام به مؤلف التفريع هو اختيار مصادره ومراجعه، ... ، ثم قام بعمل تحقيق وتمحيص للوقوف على أقوالهم الصحيحة ... ، ولا ريب أن ذلك كان يتطلب سعة في الاطلاع، وتعمقاً في الدرس للكتب المعتمدة في ذلك العصر ... ، ونلاحظ أنه لم يعتمد أحداً من الأندلسيين رغم شهرتهم ... ، وذلك لأنه لم تتح له الفرصة لدراسة كتبهم، وتمحيص آرائهم، كما أنه لم يرجع إلى المغاربة إلا قليلاً؛ حيث ذكر عليّ بن زياد، وسحنون مرتين فقط" (٢).

"لقد اختار ابن الجلاب منهجاً يلائم الغرض الذي كان يرمي إليه من وراء تأليف كتابه التفريع، ألا وهو تعليم الناس أحكام دينهم على أوسع نطاق وبأيسر السبل ... ، فاعتمد خطة محكمة لإخراج مؤلف جامع شامل يطرق كل جوانب الحياة من الوجهة الشرعية ... ، وقد توخى في عمله ذاك منهجاً مناسباً يقوم على


(١) التفريع (مقدمة التحقيق ١/ ١٢٩ - ١٣٠).
(٢) المرجع السابق (١/ ١٣١).

<<  <   >  >>