للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مبسطاً يتلاءم مع عقلية سن الطلب والتي كان المؤلف فيها حين ألف الرسالة، وفي نفس الوقت جعلت عبقريته الفقهية المبكرة هذا العمل ذا مستوى علمي ينظر إليه المتعلمون - بله كبار العلماء - نظر الإعجاب، والتقدير، مقبلين عليه، لا يمنعهم من دراسته ومراجعته كونه مؤلفاً خاصاً للمبتدئين من طلبة الفقه، وهذا المستوى من النبوغ في التأليف لم يتوفر إلا للقليل - إن لم يكن النادر - من المؤلفين، وبخاصة في مجال الشريعة بمعناها الواسع، والذي تطرقت إليه الرسالة كما هو ظاهر من موضوعاتها.

وهناك جانب آخر من مواهب ابن أبي زيد أبرزته هذه الرسالة، إن بشكل ضمني، ذلك أنه كان مريباً بالفطرة، ولعل أثر هذه الفطرة ظهر في نمط تربوي، وأسلوب منهجي في كتابه "أحكام المعلمين والمتعلمين" (١).

لكل هذا فلا غرو أن تكون الرسالة "باكورة السعد" (٢) للمتعلمين، و"زبد المذهب" (٣) للمتفقهين.

٢ - مختصر المدونة (٤):


(١) الرسالة الفقهية مع غرر المقالة (مقدمة المحقق، ص ٣٥ - ٣٦).
(٢) الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني (١/ ٢)، الرسالة الفقهية مع غرر المقالة (مقدمة المحقق، ص ٤١).
(٣) المرجع السابق.
(٤) ذكر الشيخ العابد (فهرس مخطوطات خزانة القرويين (٢/ ٤٣٩) أن أجزاء الكتاب قد تصل إلى سبعة عشر جزءاً، لم توجد كلها.
انظر الأجزاء التي وجدت وأماكن وجودها في:
أ- فهرس مخطوطات خزانة القرويين رقم ٣٣٩ (١/ ٣٣٢ - ٣٣٣)، ورقم ٧٩٤، (٢/ ٤٣٦ - ٤٤١).
ب- تاريخ التراث العربي، المجلد الأول، الجزء الثالث (ص ١٥٢).
ج- دراسات في مصادر الفقه المالكي (تعليق رقم ٨، ص ١٩).
كما ينبغي التنويه إلى أن كتاب الجامع في السنن والآداب، .. والذي ختم به ابن أبي زيد كتابه مختصر المدونة قد طبع بتحقيق كل من العالمين الجليلين، د. محمد أبي الأجفان، ود. عثمان بطيخ، وقد قدما له بمقدمة وافية عن كتب ابن أبي زيد وخاصة مختصر المدونة.
هناك طبعة أخرى لكتاب الجامع المذكور بتحقيق الدكتور عبد المجلد تركي.

<<  <   >  >>