للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أنس رحمه الله لما صح له من جمع مذاهب أسلافه من أهل بلده، مع حسن الاختيار، وضبط الآثار، فأثبت فيه بما لا يسع جهله لمن أحب أن يسم بالعلم نفسه، واقتطعته من كتب المالكيين، ومذهب المدنيين، واقتصرت على الأصح علماً، والأوثق نقلاً" (١). ومصادره في ذلك: "سبعة قوانين دون ما سواها وهي: الموطأ، والمدونة، وكتاب ابن عبد الحكم. والمبسوط لإسماعيل القاضي، والحاوي لأبي الفرج، ومختصر ابي مصعب، وموطأ ابن وهب، وفيه من كتاب ابن المواز، ومختصر الوقار، ومن العتبية، والواضحة فقر صالحة، وعلى هذه الكتب خاصة اعتدت، ومنها اقتضبت، ومعاني ما أخذت منها قربت" (٢).

فالكتاب فقه مذهب، يعرض للآراء المختلفة في مذهب مالك، ويرجح ما يراه أرجح من هذه الآراء. والمصادر التي اعتمدها المؤلف في كتابه تشير إشارة واضحة إلى المدة الذي بلغه الامتزاج بين آراء المدارس المالكية في عصره: فقد اعتمد مختصر ابن عبد الحكم، والمبسوط، والحاوي والاثنان الأخيران يمثلان المدرسة المالكية العراقية، جمع إلى ذلك ما اقتبسه من كتاب ابن المواز (المدرسة المصرية)، ومختصر الوقار (القيروانية)، كل ذلك في العتبية


(١) كتاب الكافي في فقه أهل المدينة المالكي (١/ ١١٤، ١١٥، ١١٦، ١١٧، ١١٨).
(٢) المرجع السابق.

<<  <   >  >>