للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وحواشي، وطرر، بل واختصار ونظم، منذ ظهوره إلى وقتنا الحاضر (١).

إن أسلوب الكتاب ومنهجه يحتمان الحاجة إلى شروح، وحواشي، تتعدد وتتجدد بتعدد النابهين من علماء المالكية، وتجدد نظراتهم الاجتهادية في أقوال المذهب في ضوء القواعد والضوابط التي نُوه عنها سابقاً، والتي منها، بل أكثرها تأثيراً في تطور الآراء المذهبية، ما جرى به العمل.

أسلوب الكتاب اختصار مركز تركيزاً يكاد يصل إلى مستوى الألغاز؛ إذ بظهوره "بلغ الاختصار غايته؛ لأن مختصر خليل: مختصر مختصر المختصر (بتكرر الإضافة ثلاث مرات) ... ، وكاد جُلّ عبارته أن يكون لغزاً" (٢)، فكل حرف وكلمة وجملة لها معناها مفهوماً، ومنطوقاً، يتبارى العلماء في تفسير منطوقها، واستخراج


(١) "ويكفي تدليلاً على عناية الناس به أن الكتابات عليه عدة كتابات، كما ذكر أحمد بابا في نيل الابتهاج أن الشروح والتعاليق عليه أكثر من ستين تأليفاً، والذي وقف عليه كاتبه بين مطبوع ومخطوط ومجرد أسماء ما يناهز المائة". تراجم خليل لعظوم (ص ١١٥).
"ولم يشتغل علماء الصحراء المغربية بأهم ما عندهم من خليل ... ، حتى إنه تعرضوا لعد شراحه نظماً، ونثراً، مختصرات، ومطولات، فوجدت تنيف عن (١٥٧٠) تأليفاً بغير عد السفر وحده". ندوة الإمام مالك (السالمي، الجيلاني لعبدا، خدمة المذهب المالكي في الصحراء المغربية ٣/ ٢٦٥).
(٢) الفكر السامي (٢/ ٣٩٨).

<<  <   >  >>