للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حسان، وتذييله بمسائل لا يتجاوزها الاستحسان، وغير ذلك مما يطلع عليه من رضي بصرف الهمة إليه" (١). حيث أن "هذا المختصر، وإن أكثر الناس عليه الشروح، وأتوا بما يثلج له الصدر، وتنشط له الروح، ... ، ما زالت فيه مواضع محتاجة إلى البيان، وليس الخبر في صحة ما قلته كالعيان، ثم فيما تداوله الشراح والمدرسون في التقرير، مواضع كثيرة مفتقرة إلى التحرير ... " (٢).

لم يأذن الله للهلالي أن يحقق أمنيته بإكمال شرحه على المختصر، فلم يتجاوز في شرحه المقدمة، إلا أن ما كتبه، رغم قلته حجماً، كثير بما احتوى عليه من فوائد وضوابط أصولية، وفقهية، تلقاها من جاء بعده بالقبول، واعتمدوها في كتبهم، بل أصبح ما حرره من ضوابط اعتماد الكتب في المذهب، وما سماه من الكتب المعتمدة، وغير المعتمدة، هو المرجع الأساسي في الموضوع، ويصور مدى أهمية ما حرر في ذلك أن النابغة الغلاوي (٣) ضمنها نظمه


(١) نور البصر (ص ٢).
(٢) المرجع السابق (ص ١٢).
(٣) "النابغة محمد بن أعمر الغلاوي (ت ١٢٤٥ هـ/١٨٢٩ م) عالم وشاعر، جال في طلب العلم، وتتلمذ على أحمد بن العافل"، النحوي، الخلي، بلاد شنقيط المنارة ... والرباط (ص ٥٣٢)؛ انظر الشنقيطي، أحمد بن أمين، الوسيط في تراجم أدباء شنقيط (ص ٩٣ - ٩٤).

<<  <   >  >>