للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خلف مالكاً في حلقته تلميذه عثمان بن عيسى بن كنانة" (١) فإن ابن الماجشون ومطرفاً (الأخوين) كانا الأظهر تأثيراً في انتشار المذهب وتطوره، وكانت آراؤهما وتخريجاتهما من الاتفاق، حتى إنهما استحقا هذا اللقب (الأخوين)؛ "لكثرة ما يتفقان عليه من الأحكام وتلازمها" (٢).

مثّلت "مدرسة المدينة" الحجاز كله بآرائها، وتخريجاتها التي تميزت عن الفروع المالكية الأخرى، بالتزامها منهج الاعتماد على الحديث النبوي أولاً - بعد القرآن طبعاً - وذلك في مقابل الاتجاه الآخر، والذي يعتمد الآثار من الصحابة، والتابعين، وعمل أهل المدينة مفسرة لما يعتمده من الأحاديث.

رسخ هذا الاتجاه في المدينة بزعامة ابن الماجشون، وأيده بعض من كبار علماء الفروع الأخرى كابن وهب من المصريين، وعبد الملك بن حبيب من الأندلسيين، والذي حاول نشر هذا المنهج في الأندلس (٣).


(١) ابن كنانة، عثمان بن عيسى بن كنانة، جلس في حلقة مالك بعد وفاته، لم يكن عند مالك أضبط منه، كان مالك يحضره لمناظرة أبي يوسف عند الرشيد (ت ١٨٦، وقيل ١٨٥ هـ).
انظر: الانتقاء (ص ٥٥)؛ طبقات الفقهاء (ص ١٥٢)؛ ترتيب المدارك (٣/ ٢١).
(٢) حاشية عدوي على الخرشي (١/ ٤٩).
(٣) انظر: المقتبس (التعليق رقم ١٦٦)، (ص ٢٩٠ - ٢٩١)، (ورقم ١٧٣)، (ص ٢٩٣).

<<  <   >  >>