للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وغيرهم، بمذهب مالك، فأخذ به كثير من الناس، ولم يزل يفشو إلى أن جاء سحنون فغلب في أيامه ... " (١).

"كان علي بن زياد في الحقيقة مؤسس المدرسة التونسية بأجلى مظاهرها التي لا تزال إلى اليوم ممتدة الفروع، ثابتة الأصول ... " (٢)؛ إذ هو "الذي بث في المغرب المالكية فعمت جميع أقطاره بدون استثناء، وهو وإن شاركته المدرسة المصرية، فهو الذي دل عليها، ولولاه ما قصد سحنون ابن القاسم.

فالتكوين الأول للمالكية بإفريقية إنما هو لبن زياد" (٣).

والحق الذي لا ريب فيه أن المدرسة المصرية - التونسية / القيروانية أوجدتا بتعاونهما الأثر الفقهي المالكي الخالد (المدونة)، أملاها ابن القاسم لبنة ذهبية بمبادرة أسد، وتحرير سحنون وتدقيقه، وتولت المدرسة التونسية القيروانية ضمان الحياة لهذا الأثر بما قام به علماؤها - وعلى رأسهم سحنون - من جهود أثرها خالد، سواء في نشر المذهب في أقطار المغرب العربي والأندلس، أوفي تغذيته وتنميته باجتهاداتهم، وترجيحاتهم، ومؤلفاتهم.


(١) ترتيب المدارك (١/ ٢٥).
(٢) الموطأ، قطعة منه برواية ابن زياد (مقدمة التحقيق بقلم الشاذلي النيفر، ص ٢٩ - ٣٠).
(٣) المرجع السابق.

<<  <   >  >>