للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

منذ دخلها الإسلام من الحظوة، وعظم القدر، وجلالة الذكر، ما أعطيه يحيى بن يحيى، كان الأمير عبد الرحمن بن الحكم يبجله تبجيل الأب، ولا يرجع عن قوله، ويستشيره في جميع أمرهن وفيمن يوليه ويعزله؛ فلذلك كثر القضاة في مدته" (١).

"وكان الشيخ يحيى شديد التمكن من حسن رأي الأمير عبد الرحمن، كان قد آثره على جميع الفقهاء أصحابه .... فلا يستقصي قاضياً، ولا يعقد عقداً، ولا يمضي في الديانة أمراً إلا عن رأيه (٢)، "ولا يشير إلا بأصحابه ومن كان على مذهبه ... " (٣).

وتعد مدرسة الأندلس في آرائها الفقهية امتداداً علمياً لمدرسة تونس، والقيروان، لقوة الاتصال بين مدرسة الأندلس وإفريقية، وتداخل نشاطهما العلمي؛ لذا لا نجد عند المتأخرين فصلاً بين المدرستين، بل يعدون علماء المدرسة الأندلسية من المدرسة المغربية، خاصة وأن الكثير من هؤلاء العلماء هجروا الأندلس بعد محنتها والتجأوا إلى المغرب.


(١) ترتيب المدارك (٣/ ٣٨٢).
(٢) المقتيس (ص ١٧٨ - ١٧٩).
(٣) نفح الطيب (٢/ ٢١٨).

<<  <   >  >>