للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في كل سنة، ويختبره، والرواة قد أخذوا عنه في السنين المختلفة" (١)، و"الأحاديث التي أسقطها من الموطأ لم يسقطها لضعف فيها، أو علة تقدح في صحتها، وإنما كان يختار، وينتقي، ويقدم شيئاً على شيء، ويراعي مصلحة الدين، وأحوال الناس، وتقبل السامعين، وفهمهم" (٢).

ولا شك أن أشهر الروايات وأكثرها تداولاً بين العلماء - وخاصة في العصور المتأخرة - هما رواية يحيى بن يحيى الليثي (٣)، ورواية محمد بن الحسن الشيباني (٤).

أما الأولى فقد تبناها علماء المشرق والمغرب على حد سواء، "وغن أجل الروايات للموطأ وأوعبها هي رواية يحيى بن يحيى الليثي، وهي التي اعتمدها الناس بالمغرب والمشرق" (٥)، فهي التي تتبادر إلى الاذهان عند الإطلاق، "وأكب عليها العلماء من هو في عصرنا، وكثير ممن سبقنا بتدريسه، ومدوا إليه الأعناق" (٦).

أما الثانية، فقد اهتم بها علماء الحنفية خاصة، وَأوْلَوْهَا الكثير


(١) أوجز المسالك (١/ ٣٦).
(٢) فضل الموطأ (ص ٣٢).
(٣) كشف المغطى (ص ٣٥).
(٤) انظر: الموطأ، قطعة منه برواية ابن زياد (مقدمة المحقق، ص ٧١).
(٥) كشف المغطى (ص ٣٩).
(٦) التعليق الممجد (ص ٣٥).

<<  <   >  >>