٧ - ومن فوائدها: أن الأنبياء يلحقهم من الطبائع البشرية ما يلحق غيرهم؛ لقوله:{فَفَزِعَ مِنْهُمْ} حيث لحقه الفزع كما يلحق سائر الناس.
٨ - ومن فوائدها: أنه ينبغي إن لم نقل يجب، أن يطمئن المُفْزِع مَن فزع منه بنفي سبب الفزع قبل كل شيء، حيث قالوا:{لَا تَخَفْ} ثم ذكروا القصة ولم يبدؤوا بالقصة مباشرة.
٩ - ومن فوائد القصة: بيان أن هذين الخصمين قد اعتدى بعضهم على بعض، أي أن المسألة ليست مسألة كلامية، أو ليس فيها عدوان، بل فيها عدوان اعتدى بعضهم على بعض بما ذكروا من السبب.
١٠ - ومن الفوائد: أن هذين الخصمين أساءا الأدب من بعض الوجوه، حيث قالا:{فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ} ووجه الإساءة أنهم ما جاءا إلى الحَكَم إلا وهما يعتقدان أنه سيحكم بينهم بالحق، فإذا قالا:{فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ} فإن هذا قد يولد تهمة من أنه لن يحكم بالحق.
١١ - ومن الفوائد: أن الحُكَم يحتاج إلى إلزام لقولهم: {وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ (٢٢)} فإن هذا أمر زائد على الحُكَم، لأن الحُكَم أن يفصل بينهم، والهداية أن يدلهم على ذلك من أجل إلزامهم به.
١٢ - ومن فوائدها: أن كل البشر يطلب الصراط السوي الذي ليس فيه ميل ولا إجحاف، لقولهم: {وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ (٢٢)}.