للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأنّ محمدًا رسول الله، وقال: بيتي لبيت مال المسلمين، لما رأى العدل، انبهر وأسلم.

ونقول: قد يكون سليمان عليه السَّلام أراد بهذا العمل أن يُظهر قوة سلطانه وعظمته أمام أعدائه، وأن يفصَّل بين ما يكون فيه غرضٌ مقصود وبين ما ليس فيه غرض، والإنسان بشكل عامٍّ لا يشرع له أن يُذهب ماله ببناء القصور وتفخيمها. أما ذو السلطة الذي يريد أن يُظهر سلطته ليكون مهيباً أمام النَّاس حتَّى يتم له الأمر؛ لا حرج عليه في هذا.

قال تعالى: {وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ (٣٧) وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (٣٨) هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (٣٩)}.

١ - من فوائد هذه الآيات: كمال ملك سليمان عليه السَّلام وسلطانه وتنظيمه لعمله وعمّاله، حيث جعل لكل طائفة ما يختص بها من العمل، فمنهم البنّاء، ومنهم الغوّاص. ومن تمام سلطانه؛ أن العاصي منهم والمتمرد قد صفده وقرنه مما يدل على عقوبة هؤلاء المخالفين.

٢ - ومن فوائدها: جواز التعزير بمثل هذا العمل؛ أي: بالشد والغلّ، وذلك لأنَّ التعزير لا يختصُّ بعقوبةٍ معينة، لأنّ المقصود به الإصلاح، فأي عقوبة كان بها الإصلاح، فهي الواجبة.

وقد يكون التعزير بالضرب وبالحبس وبالحرمان من بعض الحقوق، وبالتغريم المالي، وبالتوبيخ أمام النَّاس، والتعزير يُقْصَد به الإصلاح، فأي طريق يُقْصَد به الإصلاح كان به التعزير.

<<  <   >  >>