للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٥ - ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أنّ لا أحد يظنّ أن ذلك باطلاً إلا الكافر، لقوله: {ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا}.

٦ - ومن فوائدها: أنّ من ظن ذلك، فهو كافر.

والفرق بين الفائدتين: أن الفائدة الأولى يكون الكفر سابقاً، على هذا الظن، فيكون الكفر سبباً لهذا الظن.

أما الفائدة الثانية: أنّ هذا الظن سابقٌ على الكفر، فيكون هذا الظن سبباً للكفر.

إذاً، لا يظن أحد أن الله خلق السماء والأرض باطلًا إلا الكفار، وإذا ظنّ أحد أن الله خلق ذلك باطلًا، صار كافراً.

٧ - ومن فوائدها: إثبات الوعيد للكفار في قوله: {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ (٢٧)} وأنهم سيدخلون النار، وهم أيضاً مخلدون فيها أبداً، كما ذكر الله تعالى ذلك في ثلاث آيات من كتاب الله في سورة النساء، في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا (١٦٨) إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} [النساء: ١٦٨ - ١٦٩]، وفي سورة الأحزاب: {إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا (٦٤) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} [الأحزاب: ٦٤ - ٦٥]، وفي سورة الجن: {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} [الجن: ٢٣].

وبعد هذه الآيات الثلاث، لا ينبغي أن يلحقنا شك في أبدية النار، وإن قال ذلك من قاله من الناس، لأن هذا كلام الله، وهو خبر، والخبر في كتاب الله لا يمكن أن يَكْذِب، ولا يمكن أن يلحقه

<<  <   >  >>