للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المغفرة فيها نقص، فإذا اجتمعا جميعًا صار هذا أكمل، أي: أن عزته وغلبته وقهره لا تخلو من المغفرة.

الفوائد:

١ - من فوائد هذه الآية: أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بإعلان رسالته لقوله: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ}.

٢ - ومن فوائدها: أنه ينبغي في الكلام مراعاة الحال حيث إن المقام هنا مقام تهديد، فلهذا اقتصر على الإنذار فقط مع أن الله تعالى قال: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا} [البقرة: ١١٩].

٣ - ومن فوائدها: توحيد الله تعالى بالألوهية ونفيها عما سواه لقوله: {وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ}.

٤ - ومن فوائدها: أن الأسماء لا تغير المسميات، فإن هناك من يسمى إلهًا ولكنه حقًا ليس بإله، ويتفرع عن هذه الفائدة أننا لو سمينا الشيء المحرم باسم حلال فإنه لا يتغير الحكم فيه، ولهذا جاء في الحديث "أنه يشرب الخمر أناس يسمونها بغير اسمها" (١) وهذا يدل على أن الأسماء لا تغير السميات والحقائق.

٥ - ومن فوائد الآية: إثبات الوحدانية لله في قوله: {الْوَاحِدُ}.

٦ - ومن فوائدها: الرد على النصارى القائلين بأن الله تعالى ثالث ثلاثة، ويتفرع عن هذه الفائدة أيضًا أن دينهم كذب، وأعني


(١) أخرجه الإمام أحمد في "المسند" ٢٩/ ٦١٥ (١٨٠٧٣)، والنسائي في "المجتبى" ٨/ ٣١٢ (٥٦٧٤).

<<  <   >  >>