١ - من فوائد هذه الآيات: إثبات الكلام لله عز وجل لقوله تعالى: {إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ} وإثبات أن كلامه بصوت مسموع تسمعه الملائكة في هذه القصة، وإثبات أنه بحرف، أي: بحروف متتابعة يتبع بعضها بعضًا لقوله: {إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ (٧١)} وكل هذا تأكيد لمذهب أهل السنة والجماعة، وقي هذا إثبات أن الكلام يتعلق بمشيئته.
٢ - ومن فوائد هذه الآيات: إثبات الخلق لله تعالى وأنه متعلق بمشيئته لقوله: {إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا} أي: سأخلقه.
٣ - ومن الفوائد: إثبات أن أصل بني آدم هو الطين، ولهذا جاءت طبائع بني آدم وألوانهم مختلفة كاختلاف الأرض، أو كاختلاف تربة الأرض فيها السهل واللين، والأحمر والأبيض والأسود، والحزن والصعب، لأنهم خلقوا من هذه التربة فصار اختلافهم كاختلاف الأصل الذي خلقوا منه.
وقلنا هنا: إن في هذه الآية إثبات أن بني آدم خلقوا من الطين، وفي آيات أخرى أنهم خلقوا من التراب، وفي آية ثالثة من صلصال كالفخار، ولا منافاة بين هذه الآيات، لأن التراب أصله طين، والطين أصل الصلصال الذي كالفخار، فالتراب يصير طينًا وحين يمكث مدة يتحجر فيكون صلصالًا.
٤ - ومن فوائد الآيات: إثبات الأفعال لله تعالى لقوله: {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ} وأن أفعاله تتعلق بمشيئته، لأن (إذا) شرطية تفيد المستقبل.