١ - من فوائد هذه الآية: أنه ينبغي الابتداء بها في الأمور الهامة، ولهذا يبتدئ الله بها كل سورة إلا براءة، ومن المعلوم أن السورة من الأمور الهامة، وجاء في الحديث عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:"كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله فهو أبتر"(١) والحديث حسن.
٢ - ومن فوائدها: إثبات الألوهية لله في قوله: {بِسْمِ اللَّهِ}.
٣ - ومن فوائدها: إثبات أسماء الله لقوله: {بِسْمِ اللَّهِ} وهذا مفرد مضاف فيعم كل اسم لله عز وجل، ولهذا يفسرها بعض المفسرين بقولهم: أي: بكل اسم من أسماء الله أبتدئ.
٤ - ومن فوائدها: التبرك بذكر اسم الله عز وجل، فتكون أسماء الله مما يدعى الله به لقوله:{وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}[الأعراف: ١٨٠] ومما يتبرك به ويستعان به؛ لأنها تقدم بين يدي الأمور الهامة.
وإذا أردت أن تعرف مدى بركة هذه التسمية فانظر إلى الذبيحة يُسمّى عليها فتكون طيبة حلالاً، ولا يسمّى عليها فتكون خبيثة حراماً مع أن الذابح واحد، والآلة المذبوح بها واحدة، ومكان الذبح واحد، وإنهار الدم واحد، كل شيء واحد، لكن لما فقدت التسمية صارت خبيثة ميتة لا يحل أكلها، فإذا سُمِّي عليها صارت طيبة.
(١) أخرجه الإمام أحمد في "مسنده" ١٤/ ٣٢٩ (٨٧١٢)، وأبو داود (٤٨٤٠).