والمعنى لا يمنعه، فكلٌّ من الجبال والطير أواب إلى داود بمعنى مطيع له، وبمعنى آخر بالنسبة للطير أنها ترجع إليه بعد أن تذهب لتقوم بقوتها ثم تعود إليه.
الفوائد:
١ - بيان أن الأمور كلها بيد الله لقوله:{إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ} أي: ذللناها، والجبال خلق عظيم لا يستطيع أحد أن يؤثر فيه، ولكن الله تعالى بقدرته يسخرها ويذللها.
٢ - ومن الفوائد أيضًا: أن للجماد إرادة، يدل عليه قوله:{يُسَبِّحْنَ} لأن التسبيح لا بد أن يكون بإرادة، ويدل على ذلك قوله:{تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ} ويترتب على هذه الفائدة ردُّ قول من يقول: إن قوله تعالى: {جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ}[الكهف: ٧٧] فيه مجاز حيث قالوا: إنه لا إرادة للجدار، ونحن نقول: بل له إرادة, لأن الله تعالى أثبت له الإرادة.
٣ - ومن فوائد الآية الكريمة: أن كل شيء خاضع لأمر الله، الطير التي تسبح في الهواء خاضعة لأمر الله، وهذا هو ما أكده الله في قوله:{أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ}[الملك: ١٩].
٤ - ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن الجبال والطير تسبح مع داود عليه السلام وترجّع معه؛ لقوله: {كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ (١٩)} أي: كل