العربية قد طبعت. على أن عملهم كان متميزا في حينه قد بذل فيه من الجهد المحمود ما يتعين تقديره والإشادة به إذا راعينا الزمن الذي نشر فيه.
ثم قام المصريون بإعادة طبع الكتاب على طبعة كوديرا وتلميذه، ولم يكلف أحد نفسه بالاطلاع على النّسخة الخطية أو مراجعة الأخطاء الكثيرة التي وقعت فيها، فنشرتها مكتبة الخانجي والهيئة المصرية العامة وإبراهيم الأبياري.
إنّ كثرة الأخطاء وجسامتها ومتابعة النّشرة الإسبانية متابعة عمياء أوقع الناشرين العرب بأخطاء لا يقع فيها من له أدنى معرفة بهذا العلم مع دعاواهم الكاذبة بالمراجعة والمقابلة والضّبط والتصحيح. ولعلي أضرب لذلك مثلا واحدا له مئات نظائر يستعظم على طالب علم مبتدئ أن يقع فيه، وذلك عند ذكر الشاعر الشهير الشريف الرضي فقد جاء اسمه في جميع النشرات كما يأتي:«. . . أبي الحسين محمد بن موسى بن إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن إبراهيم بن أبي طالب».
وفي هذا الاسم المشهور أربعة أخطاء يعرفها من له أدنى معرفة بالتراث العربي:
أولا: فهو يكنى أبا الحسن، فتحرفت كنيته إلى «أبي الحسين».
ثانيا: موسى اسم جده، فهو محمد بن الحسين بن موسى، فسقط اسم الحسين وهو اسم أبيه.
ثالثا: قوله: علي بن إبراهيم، وإنما هو علي بن الحسين.
رابعا: قوله: إبراهيم بن أبي طالب، وإنما هو الحسين بن علي بن أبي طالب.
فتأمل هذا الجهل المدقع الذي وقع فيه مثل إبراهيم الأبياري الذي يزعم أنه من أهل المعرفة بالعربية ودعاواه الفارغة في تصحيح الكتب ونشرها بهذه الصورة المخجلة، غفر الله لهم على ما اقترفوا بحق تراث الأمة.