للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

لقي رجل أبا وهب الرّجل الصّالح في المقبرة المنسوبة إلى ابن عباس فقال له: أبا وهب، عظني! فقال له: هذه دورهم، وأشار إلى دار بها، وهذه قبورهم! فلا أدري إن كان أبو وهب أخذ هذا من هذا البيت أو حكمة جرت على لسانة.

[٧١٠. وموعظة أخرى كبيرة تشبهها.]

حدّثني بها شيخنا أبو محمد بن عتّاب، رحمه الله، قال: حدّثني أبي، رحمه الله، بها، قال: كتبت بها إلى [أبي] (١) عمرو معوّذ بن داود التّاكرني الشيخ الصّالح، رحمه الله، فكتب إليّ يخبرني بها، قال: حدّثنا أبو سلمة أحمد بن سليمان، قال: حدّثنا أبو بكر سيّد بن أبي مهدي بهذه الموعظة عن نفسه.

قال أبو عبد الله محمد بن عتّاب: نهضت يوما إلى أبي عثمان سعيد بن سلمة لأقرأ عليه حزبي من القرآن إذ كان يقرئ، فوجدته في الجامع في البلاط الأوسط وهو يكتب عن رجل عليه سيماء النّسّاك؛ فلما سلّمت وجلست، أسلم إليّ الكتاب وقال لي: تمصه (٢) واقرأه يكون لك ولنا رواية؛ وذلك في شهر رمضان من سنة ثمان وتسعين، فكتبت وقرأته عليه، عن أبي عمرو معوّذ ابن داود التّاكرني أنه قال لي وصيته أنه قال: أقبل على آخرتك وحسّن خلقك واستر ذنبك. . . إلى آخر الوصيّة، ووصية أخرى أوّلها: أقبل على آخرتك التي إليها مصيرك، وتوجّه نحو سفرك. . . إلى آخرها؛ وهذا الرّجل الذي كتبتها عنه كان اسمه محمد بن مخلوف الفاسي، وأحسبه كان قدم لشهود رمضان في الجامع ثم لم أره بعد ذلك؛ ثم كتبت إلى أبي عمرو معوّذ في الإجازة فكتب إليّ بها، رحمه الله.


(١) زيادة متعينة، وأبو عمرو معوذ بن داود بن معوذ الأزدي التاكرني مترجم في ترتيب المدارك ٨/ ٤٢، والصلة (١٣٧٥) وإن تحرف فيه إلى «معوز»، وتوفي سنة ٤٣١ هـ‍.
(٢) هكذا في الأصل، ولعل الصواب: «تمحصه»؟ .

<<  <   >  >>