قال: حدثنا أبو العباس العذري، قال: سمعت أبا ذر الهروي، يقول: أبو عمر المطرّز الزّاهد، زاهد في الدّنيا والآخرة.
٩٢٠. كتاب المداخل في اللغة؛ أيضا من تأليفه.
حدّثني به أيضا الشيخ أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن معمر المذحجي، رحمه الله، قال: حدّثني به الوزير أبو بكر محمد بن هشام بن محمد المصحفي، رحمه الله، قال: حدّثني به أبي، رحمه الله، وأبو الحسن عليّ بن محمد ابن أبي الحسين وأبو بكر محمد بن خشخاش وأبو الحسن الزّهري المفسّر، قراءة منه عليهم، قالوا كلّهم: حدثنا به أبو سليمان عبد السّلام بن السّمح، قراءة عليه، قال: قرأته باليمن على أبي عبد الله الحسين بن أحمد بن بريهة العبّاسي، قال: قرأته على أبي عمر المطرّز، رحمه الله.
قال أبو بكر المصحفي: قال لي أبي، رحمه الله: كانت قراءتي له على أبي سليمان بالمدينة الزّهراء سنة تسع وسبعين وثلاث مئة.
قال أبو بكر المصحفي: وأبو سليمان هذا (١) من أهل مورور، هوّاريّ النّسب رحل إلى المشرق وأقام بها مدة طويلة، وحج، ولقي جماعة من أهل العلم وتفقّه، وكان حفظه لمذهب الشّافعي أغلب عليه، فعرف، وأحكم قراءة القرآن على القرّاء، وروى كتبا كثيرة، فلما انصرف من المشرق انزله الحكم بالزّهراء ووسّع عليه، فصار زهراويا مستوطنا بها إلى أن مات، وفيها قرأ الناس عليه وأخذوا عنه، وكان يروي عن المطرّز نفسه كتبه ما خلا «المداخل»، فإنّه لم يدرك قراءته عليه، فقرأه باليمن عند انصرافه عن العراق على ابن بريهة من أئمة جامع بغداد.
(١) تنظر ترجمته في تاريخ ابن الفرضي ١/ ٣٧٨ وقال: «ترددت عليه زمانا وسمعت منه كثيرا» وذكر أنه توفي سنة ٣٨٧ هـ.