وما يكره أن يصنع في المصاحف، وكتاب الحيض، وفضائل القرآن، وسجود القرآن هذا كله من كتاب الجمعة والعيدين. هذا ما روى ابن الأعرابي عن الدّبري، ولم يقع لنا كتاب المناسك الكبير إلاّ من رواية أحمد بن خالد، عن الكشوري عبيد بن محمد، عن الحذاقي، عن عبد الرزاق؛ وسمع أحمد بن خالد من الدّبري سنة أربع وثمانين ومئتين وسمع الحسن بن سعد منه سنة خمس وثمانين، وهو إسحاق بن إبراهيم بن عبّاد الدّبري من قرية بصنعاء يقال لها دبرة وكان يستصغر في عبد الرزاق، وكان العقيلي يصحّح روايته عن عبد الرزاق وأدخله في كتاب صحيح الحديث الذي ألّف؛ توفي في المحرم سنة ست وثمانين ومئتين.
وقرأت بخط الحكم أمير المؤمنين: حدثنا أحمد بن مطرّف بن عبد الرحمن المشّاط، قال: حدثنا أبو عثمان سعيد بن عثمان الأعناقي، قال: رحل ابن السّكّري محمد بن عبد الله إلى صنعاء اليمن فامتحن أصحاب عبد الرزاق من بقي منهم، فألفى أبا يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن عبّاد الدّبري أفضلهم، فسأله عن مصنّف عبد الرزاق، كيف رواه، فقال: كان أبي إبراهيم بن عبّاد القارئ للدّيوان على عبد الرّزّاق، وحضرت السّماع حتى انقضى، وكان إذا مضى حديث يستحسن أصحاب الحديث إسناده قالوا له: يا أبا بكر حدثنا؛ فكان يقرأه لنا وكان أبي يعلّم على ذلك الحديث؛ فقال له السّكّري: اقرأه يا أبا يعقوب، فقرأه عليهم فلم يرد عليه السّكّري شيئا من تصحيف ولا غيره، إنما أسمع حتّى فرغ بقراءته، فقال له السّكّري: يا أبا يعقوب، لا تقرأ هذا المصّنف / لأحد إلا كما قرأته لنا، ولا تقبل تلقين أحد في لفظة منه؛ فكان أبو يعقوب لا يقبل تلقين أحد، فما كان مقيّدا قرأه كما كان، وما لم يكن مقيّدا قرأه كما بقي؛ وقال له ابن السّكّري: إذا استفتحت الكتاب فقل: قرأنا على عبد الرّزّاق، وإذا جاء الحديث الذي حدّثكم به وقرأه فقل: أخبرنا عبد الرزاق.