١٠١ – قال الحافظ ابن حجر رحمه الله:(١٣/ ٣٥٧): "قال المازري ومن تبعه: محبة الله لعباده إرادة ثوابهم وتنعيمهم، ـ إلى قوله ـ وفاعلها يرجع إلى إرادته إهانته ".
وذلك في كلامه على حديث رقم ٧٣٧٥، كتاب التوحيد، باب ١.
ــ التعليق ــ
قال الشيخ البراك: تقدم في تعليقات سابقة أن من مذهب أهل السنة والجماعة أن الله يُحِبُّ ويُحَبُّ حقيقة، كما قال سبحانه وتعالى في القوم الذين أثنى عليهم:"فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه"[المائدة ٥٤]، وقال:"قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله"[آل عمران ٣١]. وما ذكره الحافظ من الأقاويل في تفسير محبة الله لعباده أو محبتهم له هو من التأويل المذموم الذي هو صرف اللفظ عن ظاهره بغير حجة توجب ذلك. وهذه التأويلات مبنية على أن الله تعالى لا يُحِبُّ ولا يُحَبُّ حقيقة، وهذا عين ما تقوله الجهمية. وأما الأشاعرة فينفون المحبة من جهة الله تعالى، وأهل التأويل منهم يفسرونها بالإرادة أو الإثابة كما ذكر هنا. وأما المحبة من جهة العبد، فمنهم من يثبتها كما ذكر عن المازري، ومنهم من يتأولها كما ذكر عن ابن التين.