١٠٢ - قال الحافظ ابن حجر رحمه الله:(١٣/ ٣٥٨): " قال ابن بطال: .... والمراد برحمته إرادته نفع من سبق في علمه أنه ينفعه .... وقيل: يرجعان إلى معنى الإرادة، فرحمته إرادته تنعيم من يرحمه، وقيل: راجعان إلى تركه عقاب من يستحق العقوبة ".
وذلك في كلامه على حديث رقم ٧٣٧٧، كتاب التوحيد، باب ٢.
ــ التعليق ــ
قال الشيخ البراك: تفسير الرحمة بالإرادة يتضمن نفي حقيقة الرحمة عن الله تعالى، وهذا مصادم لما أخبر الله به ورسوله من اتصافه بالرحمة كما قال تعالى:"وربك الغفور ذو الرحمة"[الكهف ٥٨]، وكما دل على ذلك الاسمان الكريمان: الرحمن الرحيم.
ونفي حقيقة الرحمة وتفسير ما ورد بالإرادة أو الإثابة جمع بين التعطيل والتحريف. وهذا منهج أهل التأويل من الأشاعرة ونحوهم في كل الصفات التي ينفونها كما سبق التنبيه على ذلك في مواضع سابقة، والواجب إثبات صفة الرحمة لله حقيقة على ما يليق به كما هو الواجب في إثبات ما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم دون تفريق بين الصفات. وهذا هو ما مضى عليه السلف الصالح ومن تبعهم بإحسان.