للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

١٧١ - قال الحافظ ابن حجر رحمه الله (١٣/ ٥٣٢): "وقال تعالى: (أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون) فسلب عنهم هذه الأفعال وأثبتها لنفسه ليدل بذلك على أن المؤثر فيها حتى صارت موجودة بعد العدم هو خلقه، وأن الذي يقع من الناس إنما هو مباشرة تلك الأفعال بقدرة حادثة أحدثها على ما أراد، فهي من الله تعالى خلق بمعنى الاختراع بقدرته القديمة، ومن العباد كسب على معنى تعلق قدرة حادثة بمباشرتهم التي هي كسبهم".

وذلك في كلامه على كتاب التوحيد، باب ٥٦.

ــ التعليق ــ

قال الشيخ البراك: قوله: "فسلب عنهم هذه الأفعال وأثبتها لنفسه .... إلخ": يريد الأفعال التي في هذه الآية وما بعدها وما قبلها؛ وهي الخلق والزرع والإنزال والإنشاء. ولا ريب أن الله تعالى هو المتفرد بخلق الإنسان، وإخراج النبات، وإنزال الماء، وإنشاء ما تقدح به النار أو توقد به. وهذا لا ينافي ما للإنسان من تأثير في بعض ذلك، ولا يمنع نسبة فعل الزرع إلى الحارث باعتبار تسببه كما قال صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم يغرس غرسًا أو يزرع زرعًا" [أخرجه البخاري، ح ٢٣٢٠، ومسلم ح ١٥٥٣]، وقال: "من كانت له أرض فليزرعها أو ليُزرعها أخاه" [أخرجه مسلم ح ١٥٣٦]؛ فالزرع المنفي عن المخلوق غير المثبت؛ كما قال تعالى: "وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى".

وقوله: "من العباد كسب ... إلخ": انظر التعليق السابق (١٧٠).