للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

١ - قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في المقدمة ص ١٣٦:

قوله: «استوى على العرش» هو من المتشابه الذي يفوض علمه إلى الله تعالى، ووقع تفسيره في الأصل.

ــ التعليق ــ

إن أراد ما يشتبه معناه على بعض الناس فهذا حق؛ فإن نصوص الصفات، ومنها: «الاستواء» قد خفي معناها على كثير من الناس، فوقعوا في الاضطراب فيها، وعلِم العلماء من السلف وأتباعهم معانيها المرادة منها، فأثبتوها، وفوضوا علم حقائقها وكيفياتها إلى الله تعالى؛ كما قال الإمام مالك ـ وشيخه ربيعة ـ لما سئل عن الاستواء: «الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب» (١).

وهذه قاعدة يجب اتباعها في جميع صفات الله تعالى، وقد فَسَّر السلف الاستواء: بـ «العلو» و «الارتفاع» و «الاستقرار» (٢).

وإن أراد بالمتشابه: «ما لا يفهم معناه أحد، فيجب تفويض علم معناه إلى الله تعالى»؛ فهذا قول أهل التفويض من النفاة المعطلة، وهو باطل؛ لأنه يقتضي أن الله سبحانه خاطب عباده بما لا يفهمه أحد، وهذا خلاف ما وصف الله به كتابه من: البيان، والهدى، والشفاء.

وهذا الاحتمال الثاني هو الذي يقتضيه سياق الحافظ عفا الله عنه.


(١) الرد على الجهمية للدارمي ص ٦٦، وشرح أصول اعتقاد أهل السنة ٣/ ٤٤١ - ٤٤٢، وعقيدة السلف أصحاب الحديث ص ٣٧ - ٤٠، والأسماء والصفات ص ٣٧٩، وشرح حديث النزول ص ١٣٢، وانظر: «الأثر المشهور عن الإمام مالك في صفة الاستواء».
(٢) انظر: «صحيح البخاري» ٩/ ١٢٤، و «تفسير البغوي» ٣/ ٢٣٥، و «شرح حديث النزول» ص ٣٨٨، و «شرح الأصبهانية» ص ٢٠٩، و «درء التعارض» ٢/ ٢٠، و «الكافية الشافية»، الأبيات: (١٣٤٧ - ١٣٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>