ووالله ما من واحدٍ منهم جلس إلى الشيخ الألباني تلميذاً، ولا قرأ عليه كتاباً ليُقال عنه ذلك، وكانوا من أقل الناس حضوراً لمجالسه-إلا من قليلِ ما كان من"رابعهم"ولكن ليس بدرجةِ التَّلْمَذَةِ المُدَّعاة- وما كان الواحد منهم يجرؤ أن يُقابِل الألباني إلا إذا تَوَسَّط له الأخ محمد أحمد أبو ليلى، لِيُهيء له الجلوس إلى الشيخ الألباني، ثم يَدَّعون بعد ذلك أنهم تلامذة الألباني منذ ربع قرنٍ، كما ادَّعى ذلك "رابعهم" و "الأعرابي".
إن "رابعهم" قد مضى من عمره ٤٠ عاماً، بدأ طلب العلم وقد مضى من عمره ٢١ عاماً، قضى منها سنون مُتَعَلِّماً عند الشيخ شُعيب أرناؤوط، أَضِف إليها التَّلمَذَة المُدَّعاة ٢٥ عاماً، فيجب أن يكون قد مضى من عمره أكثر من ٤٦ عاماً، فأين ذلك يا ((رابعهم)) ؟ !، وشاكَلَك رفيقك المكشوف في "المثالي"(٣) ؛"الأعرابي".
وقد كان من فضل الله ونعمته أن كان» الشيخ «هو المُطبِّقَ لوصية الشيخ الألباني، فقد كان أول الواصلين بعد ذوي الشيخ الألباني إلى المستشفى (٤) ، حيث كان الشيخ الألباني قد فارق الحياة قبلها بدقائق، ومن ثم حَرَصَ على تنفيذ وصيته كاملة كما أرادها، وأشرف على تغسيله، والسَّعي بحمل جنازته على الأكتاف وبسرعة، وهيأ بما أنعم الله عليه من جاهٍ أن يُدفن الشيخ في المقبرة القريبة من بيته، والتي كانت سوف تُلغى كمقبرة، ولكن بفضلٍ من الله، ثم بفضل جهود الشيخ شقرة، وتَكرِمة للشيخ الألباني، فقد توقف ذلك، ووقف الشيخ شقرة على قبر الشيخ الألباني وأشرف على إنزاله القبر، وتكلَّم كلمة وُزِّعت في الآفاق، وبعض "الكَتَبَة" وقوفاً لم يَعْبَأ بهم أحدٌ، و"رابعهم" في سَفرٍ لم يَحْظَ بهذا المَوقِف الجليل؛ إذ من فضل الله على الألباني-وعلينا- أن جَعَلَ ذلك فيه دِلالةً على كَذِبِ مَن يدَّعي"لرابعهم" قُرْباً ولِصْقاً بالألباني-كما يُشيع هو نفسه-،فما كان منه-أي "رابعهم"- إذ أراد أن لا يجعل من ذلك ما يَقْدَح فيه - لِعِلْمِه بأنه كذلك لِكَثْرَة ما يُرَوِّج من قُرْبِه من الشيخ الألباني - إلاَّ أن قال بِكَذبٍ يَسْتَحي منه الكَذِب-: ((ولئن توفي الشيخ-ودُفِن-وأنا بعيدٌ عنه-وهذا شديدٌ علَيَّ-فلقد كانت سَلْواي-والفضل لله-أنني كنت آخر مَن تَكَلَّم مع الشيخ ودَعا له، وصافحه، والتَقاه من إخواننا طلاب العلم-سوى أهل بيته-فالحمد لله على ما يُقَدِّره ويَسَّره)) .