للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(وهذا الإدِّعاء الكاذب تجده في الكُتَيِّب الذي تَشَارَك فيه-هو- والدكتور عاصم القريوتي في رِثَاء الألباني، وعَنْوَن جزأه -هو-"مع شيخنا ناصر السنة والدين في شهور حياته الأخيرة") .

لَعَمْري؛ هل أصبح من "الصوفية"الذين يَحضرون في مكانين معاً؟!.

مَن أدْرَاه أنه كان كذلك، وطَلَبَة العلم ما انقطعوا عن الشيخ إلى آخر أيامه قبل دخوله المستشفى حيث فارق الدُّنْيا بعدها بيومين؟!.

مَن أولى الناس لِيُسأل عن ذلك؟!.

ألَيْسوا أبناء الشيخ الألباني وزوجه، وخصوصاً وَلدَه عبد اللطيف؟!.

فاسألوهم عن هذا الادِّعاء من "رابعهم"،فهم - ولله الحمد-أحياءٌ يُرزقون، ولِمَن أراد مَعْرِفَة الرجال، ومَعْرِفَة الحق، فما عليه إلا أن يسألهم عن ذلك.

ولكن؛ لِيَنظر في التَّوْرِيَة المقصودة في ادِّعائه- كما هو دأبُه - حيث قال: ((من إخواننا طَلَبَة العلم)) ،لِيَجعل الأمر مُقتَصِراً على الفئة التي يَرْتَضيها، والطائفة التي تكون على شاكِلَته، أو أنه يرى تعريفاً خاصَّاً لِمُصطلح"طَلَبَة العلم" لا ينطبق إلا على فئةٍ محددةٍ، أو أن هناك أفراداً مُحددين بأعيانهم هم المقصودون بهذا، أمَّا ما عَداهم فَلَيْسوا طَلَبَة علمٍ، أو.........،أو............،واحمل على كاهل التَّورية ما شِئت.

هذا عبد اللطيف؛ وَلَد الشيخ الألباني، قد ذكَرَ أن آخِر من صافح الشيخ هو أخٌ من البَحرين، وأنه وهو يُصَافِحه شَخَصَ بَصَر الشيخ-رحمه الله- وما عاد يتكلم، ثم نُقِل بَعد ذلك إلى المستشفى حيث تَوَفَّاه الله.

ثم لِنَسأل أنفسنا ما الذي يدعوه لِمِثل هذا الإدِّعاء؟!.

ماذا يَضِيره إن مات الشيخ وهو بعيدٌ عنه؟!.

أيُنْقِص ذلك من قَدْرِه العلمي - زَعماً أن له قَدرَاً فيه-؟!.

إنه ما ادَّعى هذا إلا مُحاولةً منه لإبقاء دعواه الكاذبة أنه التلميذ المُلاصِق للشيخ، وأنه ما فَارَقه، لأنه يعلم تأثير ذلك في السَّائرين على نهج الألباني، فتكون له من ثَم الصدارة، والمكانة الرَّفيعة، والمَشْيَخَة-المزعومة كلها-،ويكون له المجال فسيحاً أن يُلصق بالشيخ الألباني ما يريده-هو-من أفكارٍ وعقائد باطِلَةٍ، ويقول: سَمِعتها من شيخنا الألباني.

فالكَذِبُ -وقد صار فَنَّاً "لرابعهم"، ناصَرَه فيه "الكَتَبَة"-حَسْبُنا-فيه- من ميراث النُبُوَّة: ((أيكون المسلم كذاباً؟ قال-عليه الصلاة والسلام-:لا)) .

والشيخ شقرة هو مَن قام على توزيع تَرِكة الشيخ الألباني بطَلَبٍ من وَرَثَتِه، وطلبوا منه الإشراف على ما يَتَعَلَّق بأمورهم، وبقي ذلك إلى الآن، وما قال واحدٌ منهم في الشيخ شقرة كلمةً تسوء، فهل كان ذلك وهُم قد سَمِعوا من أبيهم -وخصوصاً ولد الشيخ؛ عبد اللطيف الذي ما فارقه في شهوره الأخيرة حتى وفاته- شيئاً يسوء في الشيخ شقرة، فهل رَضُوا بأن يصنع ذلك لأبيهم؛ من غُضِب منه، واستُنكر عليه شديد نكران، واستيء منه أشدَّ استياء، وسُخِط عليه عظيم سَخطٍ -من أبيهم الإمام العلاَّمة- كما زَعَم " كَتَبَة الأصالة" (٥) ؟!.

وقد صلَّى الشيخ شقرة صلاة الجنازة إماماً على الشيخ الألباني (٦) ، ليكون ذلك عنواناً على تلك المسيرة الحافلة بينهما، وأنهما على منهج الحق، مما أثار صدور "كَتَبَة الأصالة" حَسَدَاً، فلم يقوموا بِذِكْرِ ذلك فيما كَتَبوه في رثاء الألباني- على كَثْرَة ما كَتَبوا -، إلا ما كان من شارِدَةٍ جاءت في قصيدةٍ " لرابعهم " في الألباني، وما عهدنا من علماء السلف مَن تُرجِمَ له، وذُكِرَت وفاته؛ إلا وَذُكِرَ مَن صَلَّى عليه.


(١) وهو المسجد الذي يخطب ويؤم فيه الشيخ شقرة منذ ٢٥ عاماً.
(٢) مع العلم أن فتوى الشيخ الألباني لم تكن على غير مثالٍ سابق، بل سَبَقَه بذلك أكابر من العلماء.
(٣) كتاب "الكشف المثالي عن سرقات ((.....لي)) ".
(٤) وزوج الشيخ، والأخ محمد أبو ليلى، وكاتب هذه الأوراق.
(٥) انظر الأصالة ص (٧) .
(٦) وكان الصف الأول-وعلى الرغم من العدد الكبير الذي حضر في هذه الفترة الزمنية القصيرة-أربعة: الشيخ شقرة إماماً، وعلى يمينه الدكتور محمد أبو ارحَيِّم، وعلى يساره كاتب هذه السطور، ورابعٌ أُنسيته.
نقله
إحسان بن محمد بن عايش العتيبي
أبو طارق

<<  <   >  >>