قال عبد اللَّه: حدثني أبي، قثنا أسود بن عامر قال: قلت لشريك: أيُّ الرَّجُلين كان أعلم بالتفسير مجاهد أو سعيد بن جبير؟ قال: كان مجاهد، ثم ذكر عن خُصَيْف، عن مجاهد قال: عرضت القرآن على ابن عباس ثلاث مرات.
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، قثنا أحمد بن صالح، قثنا محمد بن مسلم -يعني: أبا سعيد المؤدب- عن خُصَيْف قال: قال لي مجاهد: قرأت القرآن على ابن عباس ثلاث مرات، أقفه على كل آية.
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، قثنا يونس بن محمد، قثنا حماد بن زيد، عن مَعْمَر، عن الزهري قال: كان أبو سلمة يسأل ابن عباس، فكان يحدث عنه، وكان عُبَيْد اللَّه يلطفه فكان يغره غرًّا (١).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، نا أبو كامل وعفان المعني قالا: نا حماد قال: أنا عمار بن أبي عمار، عن ابن عباس قال: كنت مع أبي عند النبي وعنده رجل يُناجيه -قال عفان: وهو كالمُعْرض عن العباس- فخرجنا من عنده. فقال: ألم تر إلى ابن عمك كالمعرض عني؟ فقلتُ له: إنه كان عنده رجل يناجيه. قال عفان: فقال: أَوَ كان عنده أحد؟ قلت: نعم.
قال: فرجع إليه، فقال: يا رسول اللَّه، هل كان عندك أحد؟ فإن عبد اللَّه أخبرني أن عندك رجلًا تناجيه.
قال:"هل رأيته يا عبد اللَّه؟ ". قلت: نعم.
قال:"ذاك جبريل، فهو الذي شغلني عنك".
(١) رواه الإمام أحمد في "العلل" ١/ ١٨٦ (١٥٦)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٢٩/ ٢٩٨.