للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٨٨ - فصل: قصة الإمام مع الواثق]

قال ابن الجوزي: ولي الواثق أبو جعفر هارون بن المعتصم في ربيع الأول سنة سبع وعشرين ومائتين، وحسن له ابن أبي دؤاد امتحان الناس بخلق القرآن، ففعل ذلك ولم يعرض لأحمد، إما لما علم من صبره، أو لما خاف من تأثير عقوبته، لكنه أرسل إلى أحمد بن حنبل: لا تساكني بأرض.

فاختفى أحمد بقية حياة الواثق، فما زال يتنقل في الأماكن ثم عاد إلى منزله بعد أشهر، فاختفى فيه إلى أن مات الواثق (١).

قال البغوي: سمعت أبا عبد اللَّه أحمد بن حنبل في سنة ثمان وعشرين في أولها، وقد حدث حديث معاوية عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال: "لم يبق من الدنيا إلا بلاء وفتنة فأعدوا للبلاء صبرا" (٢). فجعل يقول: اللهم رضينا! اللهم رضينا!


(١) قد ذُكر رجوع الواثق عن هذِه المقالة في أواخر حياته على يد شيخ اسمه أبو عبد الرحمن عبد اللَّه بن محمد بن إسحاق الأذرمي، شيخ أبي داود وأبي حاتم الرازي، كما قال الخطيب في "تاريخ بغداد" ١٠/ ٧٤ وكان ذلك في مناظرة تمت بينه وبين ابن أبي دؤاد بحضرة الواثق، وقد علا فيها الشيخ، وذكرها الآجري في "الشريعة" ص ٨٠ - ٨٣ (١٧٧).
وقد ذكرناها بالتفصيل في تعليقنا على "ترجمة الإمام أحمد" من هذه الموسوعة.
(٢) روى أوله الإمام أحمد ٤/ ٩٤، وابن ماجه (٤٠٣٥) عنه.
قال البوصيري في "زوائده" ص ٥٢١ (١٣٥٢): هذا إسناد صحيح رجاله ثقات.
ورواه بتمامه "فأعدوا للبلاء صبرًا" ابن عدي في "الكامل" ٩/ ١٥١ في ترجمة يزيد بن يوسف، عنه، ونقل عن النسائي أنه متروك الحديث. وقال: ابن عدي: وهو مع ضعفه يكتب حديثه. ورواه بها من طريقه أبو عمرو الداني في "السنن الواردة =

<<  <  ج: ص:  >  >>