للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[١٣ - نفي الوسوسة محض الإيمان]

قال صالح: قلت: الرجل يحدث نفسه بما إن سكت يخاف أن يكون قد أشرك، وذهب دينه؟

قال: يروى عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن اللَّه تجاوز لأمتي عما حدثتْ به أنفسها ما لم تعمل به أو تتكلم" (١) فإذا حدث نفسه بشيء صرف ذلك عن نفسه.

"مسائل صالح" (١٣٩٩)

قال حرب: سمعت إسحاق يقول في حديث النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وأصحابه والتابعين في الوسوسة أنه محض الإيمان أو صريح الإيمان. قال إسحاق: إذا أنفى الوسوسة عن نفسه فنفيه محض الإيمان وليس الوسوسة محض الإيمان، ولكن نفيه، وأما الوسوسة إذا وقع في القلب فلم ينفه فهو الهلاك.

قال: وأما ما روي عن أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنهم كانوا إذا فقدوا الوسوسة عدوه نقصًا (٢) فليس أن يكونوا عدوا فقد الوسوسة نقصًا، ولكن كانوا إذا أصابهم ذلك نفوها عن أنفسهم، فإذا لم يصبهم ذلك عدوه نقصًا؛ لأن نفي ذلك عندهم فضيلة عندهم. أو كما قال.

"مسائل حرب" ص ٣٥١


(١) رواه الإمام أحمد ٢/ ٣٩٣، والبخاري (٥٢٦٩)، ومسلم (١٢٧).
(٢) روى الإمام أحمد ٢/ ٣٩٧، ومسلم (١٣٢) عن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- قال: جاء ناس من أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به. قال "وقد وجدتموه"؟ قالوا: نعم. قال: "ذاك صريح الإيمان" وهذا لفظ مسلم.
تنبيه: نحن نورد مسائل إسحاق بن راهويه الموجودة في كتب المسائل المروية عن الإمام أحمد؛ كما تقدم في مقدمة الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>