للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٩٥ - فصل: اللفظية وحكم الإمام فيهم]

قال أبو الفضل: قلت لأبي: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، يكلم؟

قال: هذا لا يكلم، ولا يصلى خلفه، وإن صلى رجل أعاد.

قال أبو الفضل: سأل يعقوب بن إبراهيم الدورقي أبي عمن قال: لفظه بالقرآن مخلوق، كيف تقول في هؤلاء؟

قال: لا يكلم هؤلاء، ولا يكلم في هذِه، القرآن كلام اللَّه غير مخلوق على كل جهة، وعلى كل وجه، وعلى أي حال.

قال صالح: تناهى إلي أن أبا طالب يحكي عن أبي أنه يقول: لفظي بالقرآن غير مخلوق، فأخبرت أبي بذلك، فقال: من أخبرك؟

فقلت: فلان. قال: ابعث إلى أبي طالب. فوجهت إليه، فجاء، وجاء فوران، فقال له أبي: أنا قلت: لفظي بالقرآن غير مخلوق؟ ! وغضب، وجعل يرعد، فقال له: قرأتُ عليك {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)}. فقلتَ لي: هذا ليس بمخلوق.

قال: قال: تحكي عني أني قلت لك: لفظي بالقرآن غير مخلوق (١)؟ ! وبلغني أنك وضعت ذلك في كتابك، وكتبت به إلى القوم، فإن كان في كتابك فامحه أشد المحو، واكتب إلى القوم الذين كتبت إليهم أني لم أقل لك هذا. وغضب وأقبل عليه، فقال: تحكي عني ما لم أقل لك. فجعل فوران يعتذر إليه، وانصرف من عنده وهو مرعوب. فعاد أبو طالب فذكر أنه قد حك ذلك من كتابه، وأنه كتب إلى القوم يخبرهم أنه وهم


(١) في المطبوع من "مناقب الإمام أحمد" لابن الجوزي: فقال له: فلم حكيت عني أني قلت: لفظي بالقرآن غير مخلوق.

<<  <  ج: ص:  >  >>