قيل: هذا غلط؛ لأنه ذكر الذراعين والصدر بالألف واللام، والألف واللام يدخلان للعهد أو للجنس، وليس يمكن حمله على الجنس؛ لأنه يقتضي كل ذراع وكل صدر، وليس هاهنا معهود من الخلق يشار إليه، فلم يبق إلا أن يحمل عليه سبحانه؛ لأنه أعرف المعارف، يبين صحة هذا أنه لما أراد تخصيص بعض الملائكة بفضيلة أو حكم عرَّفه باسمه نحو قوله تعالى {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ} [البقرة: ٩٨] وقوله تعالى {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ} [الشعراء: ١٩٣] ونحو ذلك؛ ولأن حمله على بعض خلقه يسقط فائدة التخصيص بالملائكة، فلما خصَّ الملائكة بالذكر علم أنه قصد تشريفهم، وإذا حُمل على بعض خلقه لم يكن لهم مزية. اهـ. (١) رواه ابن منده في "الرد على الجهمية" (٨١).