قال الفضل بن زياد: قال أبو عبد اللَّه: عن عبد الوهاب، عن سعيد، عن قتادة، عن أبى خالد قال: وذكر له أن موسى لما أخذ الألواح قال: رب إني أجد في الألواح أمة هم الأولون، والآخرون السابقون -قال قتادة: هم الأولون في العرض يوم القيامة، وهم الآخرون في الخلق، السابقون في دخول الجنة- اجعلهم أمتي. قال: تلك أمة أحمد. قال: إني أجد في الألواح أمة أناجيلهم في صدورهم، يقرءونها. قال قتادة: وكان من قبلكم إنما يقرءون كتبهم نظرًا، فإذا رفعوها لم يَعُوْها، ولم يحفظوها، وإن اللَّه أعطى هذِه الأمة من الحفظ ما لم يعط الأمم قبلها، وذكره إلى آخره (١).
"بدائع الفوائد" ٤/ ٦٤
(١) نقلنا هذا الأثر كاملًا من "تفسير الطبري" ٦/ ٦٦ (١٥١٤٢)، قال: حدثنا بشر بن معاذ قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، قوله: {أَخَذَ الْأَلْوَاحَ} [الأعراف: ١٥٤]، قال: رب، إني أجد في الألواح أمةً خيرَ أمة أخرجت للناس، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، فاجعلهم أمتي. قال: تلك أمة أحمد. قال: رب إني أجد في الألواح أمة هم الآخرون -أي: آخرون في الخلق- السابقون في دخول الجنة، رب أجعلهم أمتي. قال: تلك أمة أحمد. قال: رب إني أجد في الألواح أمة أناجيلهم في صدورهم يقرءونها - وكان من قبلهم يقرءون كتابهم نظرًا، حتى إذا رفعوها لم يحفظوا شيئا، ولم يعرفوه. قال قتادة: وإن اللَّه أعطاكم أيتها الأمة من الحفظ شيئًا لم يعطِه أحدًا من الأمم- قال: ربّ اجعلهم أمتي! قال: تلك أمة أحمد! قال: رب إني أجد في الألواح أمة يؤمنون بالكتاب الأول وبالكتاب الآخر، ويقاتلون فضول الضلالة، حتى يقاتلوا الأعور الكذاب، فاجعلهم أمتي. قال: تلك أمة أحمد. قال: رب إني أجد في الألواح أمة صدقاتهم يأكلونها في بطونهم، ثم يؤجرون عليها- وكان من قبلهم من الأمم إذا تصدق =