وقال ابن الجوزي: فهذا الحديث تارة يرفع إلى ابن عباس، وتارة يوقف على أبي الضحى، وليس له معنى إلا ما حكى أبو سليمان الدمشقي، قال: سمعت أن معناه أن في كل أرض خلقًا من خلق اللَّه لهم سادة، يقوم كبيرهم ومتقدمهم في الخلق مقام آدم فينا، وتقوم ذريته في السن والقدم كمقام نوح. وقال ابن كثير في "البداية والنهاية": وهو محمول -إن صح نقله عنه- على أنه أخذه ابن عباس -رضي اللَّه عنهما- عن الإسرائيليات، واللَّه أعلم. وقال العجلوني: قال السيوطي: هذا من البيهقي في غاية الحسن، فإنه لا يلزم من صحة الإسناد صحة المتن؛ لاحتمال صحة الإسناد مع أن في المتن شذوذًا أو علة تمنع صحته. . . قال: قال الهيتمي في "فتاويه": إذا تبين ضعف الحديث أغنى ذلك عن تأويله؛ لأن مثل هذا المقام لا تقبل فيه الأحاديث الضعيفة، وقال: يمكن أن يؤول الحديث على أن المراد بهم النذر الذين كانوا يبلغون الجن عن أنبياء البشر، ولا يبعد أن يسمى باسم النبي بلغ عنه. انتهى. قال: فتدبر، فإنه لو صح في نبينا لم يستقم في غيره. . وذلك وأمثاله إذا لم يصح سنده إلى المعصوم فهو مردود على قائله. انتهى. "كشف الخفاء" ١/ ١١٣ - ١١٤.