للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[١٠٨ - باب: المقام المحمود]

قال أبو بكر الخلال: ذكر عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل قال: سمعت حديث ابن فضيل، عن ليث، عن مجاهد: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا (٧٩)} [الإسراء: ٧٩] من أبي معمر عن أخيه، عن ابن فضيل، قال: فذاكرته أبي فقال: ما وقع إلي بعلو. وجعل كأنه يتلهَّف، يعني: إذا لم يقع إليه بعلو.

"السنة" للخلال ١/ ١٧٣ (٢٣٩)

وقال هارون بن العباس الهاشمي: جاءني عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل، فقلت له: إن هذا الترمذي الجهمي الراد فضيلة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يحتج بك، فقال: كذب عليَّ، وذكر الأحاديث في ذلك، فقلت لعبد اللَّه: اكتبها لي، فكتبها بخطه.

حدثنا هارون بن معروف، قال: ثنا محمد بن فضيل، عن ليث، عن مجاهد في قوله: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا (٧٩)} قال: يقعده على العرش (١)، فحدثت به أبي -رضي اللَّه عنه-، فقال: كان محمد بن فضيل يحدِّث


(١) رواه ابن أبي شيبة ٦/ ٣٠٨ (٣١٦٤٣)، والطبري في "تفسيره" ٨/ ١٣٢ (٢٢٦٣٣) قال الطبري: فإن ما قاله مجاهد من أن اللَّه يُقعد محمدًا -صلى اللَّه عليه وسلم- على عرشه، قولٌ غير مدفوع صحته، لا من جهة خبر ولا نظر.
قلتُ: هو قول لمجاهد، وليس بمرفوع، وتلقاه أهل العلم بالقبول، وضعفه الألباني رحمه اللَّه في "السنة" لابن أبي عاصم، وأنكره في "مختصر العلو"، وقبول السلف له أولى، ولا يعني تضعيفه من أحدٍ إنكار للعلو والاستواء، والثابت بالأحاديث الصحيحة أنَّ المقام المحمود هو الشفاعة العظمى، وهو ثابت عن مجاهد أيضًا.
ومَن يقول بالأثر -وهم كُثُر- يعتبره معنى إضافي للمقام المحمود لا ينافي الشفاعة، وإثبات لعلو الرب عز وجل، ويتهمون من ينكر جلوس النبي على العرش.
وجلوس النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- على العرش إنما هو فضيلة عظيمة وليس فيه أي صفة ربوبية. =

<<  <  ج: ص:  >  >>