قال عبد اللَّه: حدثني أبي وعبيد اللَّه بن عمر القواريري -وهذا لفظ حديث أبي- قالا: حدثنا يحيى بن حماد أبو بكر، نا أبو عوانة، عن خالد الحذاء، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، أنَّ عليا -رضي اللَّه عنه- أتاهم عائدًا ومعه عمار فذكر شيئًا. فقال عمار: يا أمير المؤمنين. فقال: اسكت فواللَّه لأكونن مع اللَّه على من كان، ثم قال: ما لقي أحد من هذِه الأمة ما لقيت، إن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- توفي فذكر شيئًا، فبايع الناس أبا بكر -رضي اللَّه عنه- فبايعت، وقال: سلمت ورضيت، ثم توفي أبو بكر وذكر كلمة، فاستخلف عمر -رضي اللَّه عنه-، فذكر كذلك فبايعت وسلمت، ورضيت، ثم توفي عمر فجعل الأمر إلى هؤلاء الرهط الستة، فبايع الناس عثمان نه فبايعت وسلمت ورضيت، ثم هم اليوم يميلون بيني وبين معاوية!
"السنة" لعبد اللَّه ٢/ ٥٦٣ (١٣١٥)
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، نا عبد الرزاق، نا سفيان، عن الأسود بن قيس، عن رجل، عن علي -رضي اللَّه عنه- أنه قال يوم الجمل: إن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لم يعهد إلينا عهدًا فآخذ به في الإمارة، ولكنه شيء رأيناه من قبل أنفسنا، ثم استخلف أبو بكر -رضي اللَّه عنه- فأقام واستقام، ثم استخلف عمر -رضي اللَّه عنه- فأقام واستقام حتى ضرب الدين بجرانه (١).
"السنة" لعبد اللَّه ٢/ ٥٦٦ (١٣٢٧)
(١) رواه أحمد ١/ ١١٤، وابن أبي عاصم في "السنة" (١٢١٨)، قال الهيثمي في "المجمع" ٥/ ١٧٥: فيه رجل لم يسم، وبقية رجاله رجال الصحيح. ومعنى قوله: حتى ضرب الدين بجرانه: أي قرَّ قراره واستقام، كما أن البعير إذا برك واستراح مد عنقه على الأرض. انظر: "النهاية" ١/ ٢٦٣ مادة: جرن.