قال أبو عبد اللَّه: وكان في الكتاب: اقرأ عليهم: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}[الشورى: ١١].
قال أبو عبد اللَّه: فلما قرأ: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} قلت: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} فقال إسحاق: ما أردت بهذا؟ فقلت: كتاب اللَّه عَزَّ وَجَلَّ، ولم أزد في كتابه شيئًا كما قال ووصف تبارك وتعالى.
ثم امتحن القوم، فمن لم يجبه وامتنع عليه أمر بحبسه وتقييده، فلما كان بعد ذلك دعا بالقواريري وسجادة، فأجابا وخلى عنهما، وكان أبو عبد اللَّه بعد ذلك يعذر القواريري وسجادة، يقول: قد أعذرا وحبسا وقيدا، وقال اللَّه:{إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ} ثم قال: القيد كره، والحبس كره.
"المحنة" لعبد الغني المقدسي ص ٣٩ - ٤٣
قال أبو طاهر السلفي: أخبرنا أبو محمد الحسن بن عبد الملك بن محمد بن يوسف، وأخبرنا أبو طالب المبارك بن علي بن محمد بن خضير الصيرفي ببغداد، أخبرنا أبو طاهر عبد الرحمن بن أحمد بن عبد القادر، وأبو طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف، قالوا: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق بن عمر بن أجمد، أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز بن مَرْدَك البرزعي، حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، حدثنا أبي قال: قال إبراهيم بن الحارث العبادي -من ولد عبادة بن الصامت، وكان رافقنا في بلاد الروم: حضر أبا عبد اللَّه أحمد بن محمد بن حنبل أبو محمد الطُّفاوي، فذكر له حديثًا.