رسوله! قال: فقلت له: تأولت تأويلًا فأنت أعلم، وما تأولت ما يحبس عليه ويقيد عليه.
قال: فقال ابن أبي دؤاد: فهو واللَّه يا أمير المؤمنين ضال مضل مبتدع يا أمير المؤمنين، وهؤلاء قضاتك والفقهاء فسلهم.
قال: فيقول لهم: ما تقولون؟
فيقولون: يا أمير المؤمنين، هو ضال مضل مبتدع.
قال: فلا يزالون يكلموني. وقال: وجعل صوتي يعلو على أصواتهم، فقال لي إنسان منهم: قال اللَّه تعالى {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ}[الأنبياء: ٢] فيكون محدثًا إلا مخلوقًا.
قلت له: قال اللَّه تعالى: {ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ}[ص: ١] فالذكر هو القرآن، وتلك ليس فيها ألف ولام.
قال: فجعل ابن سماعة لا يفهم ما أقول.
قال: فجعل يقول لهم ما يقول؟ قال: فقالوا: إنه يقول كذا وكذا.
قال: فقال لي إنسان منهم: حديث خباب: يا هنتاه، تقرب إلى اللَّه بما استطعت؛ فإنك لن تتقرب إليه بشيء أحب إليه من كلامه (١).
قال: فقلت: نعم هكذا هو.
قال: فجعل ابن أبي دؤاد ينظر إليه، ويلحظه متغيظا عليه.
قال أبي: وقال بعضهم: أليس قال: {خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ}[الأنعام: ١٠٢].
قال: قلت: قد قال: {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ}[الأحقاف: ٢٥] فدمرت إلا ما أراد اللَّه.
(١) رواه ابن أبي شيبة ٦/ ١٣٦ (٣٠٠٨٩)، والآجري في "الشريعة" ص ٦٩ (١٤٨)، والحاكم ٢/ ٤٤١ وصححه.