للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال تعالى: {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ} [الرعد: ٣٧].

فالقرآن من علم اللَّه تعالى. وفي هذِه الآيات دليل على أن الذي جاءه -صلى اللَّه عليه وسلم- هو القرآن لقوله: {وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ} [الرعد: ٣٧].

وقد روي عن غير واحد ممن مضى ممن سلفنا أنهم كانوا يقولون: القرآن كلام اللَّه ليس بمخلوق.

وهو الذي أذهب إليه، لست بصاحب كلام، ولا أدري الكلام في شيء من هذا إلا ما كان في كتاب اللَّه، أو حديث عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، أو عن أصحابه، أو عن التابعين رحمهم اللَّه، فأما غير ذلك فإن الكلام فيه غير محمود.

وإني أسأل اللَّه أن يطيل بقاء الأمير، ويمده منه بمعونة، إنه على كل شيء قدير (١).

"سيرة الإمام أحمد" لصالح ص ١١٢ - ١١٧، "مسائل صالح" (٨٧١)


(١) رواها عبد اللَّه في "السنة" عن أبيه ١/ ١٣٣ - ١٤٠ (٨٤ ب-١٠٨)، ورواها الخلال في "السنة" من طريق المروذي ٢/ ٣٧٣ - ٢٧٦ (١٩٤٧ - ١٩٤٨)، وذكرها الذهبي في "تاريخ الإسلام" ١٨/ ١٣٢ - ١٣٦ عن عبد اللَّه بن أحمد، وقال: رواة هذِه الرسالة عن أحمد أئمة أثبات، أشهد باللَّه أنه أملاها على ولده. وذكرها أيضا في "السير" ١١/ ٢٨١ - ٢٨٦، وقال: فهذِه الرسالة إسنادها كالشمس، فانظر إلى هذا النفس النوراني.

<<  <  ج: ص:  >  >>