للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الخلال: أخبرني محمد بن أبي هارون ومحمد بن جعفر أن أبا الحارث حدثهم قال: سألت أبا عبد اللَّه قلت: إن بعض الناس يقول: إن هؤلاء الواقفة هم شر من الجهمية؟

قال: هم أشد على الناس (تزيينًا) (١) من الجهمية، هم يشككون الناس، وذلك أن الجهمية قد بان أمرهم، وهؤلاء إذا قالوا: إنا لا نتكلم. استمالوا العامة، إنما هذا يصير إلى قول الجهمية.

قال: وسمعته يسأل عمن قال: أقول القرآن كلام اللَّه وأسكت.

قال: لا، هذا شاك، لا حتى يقول: غير مخلوق (٢).

قال الخلال: أخبرنا محمد بن علي السمسار قال: ثنا مهنا قال: سألت حارثًا البقال: ما تقول في القرآن؟

فقال: القرآن كلام اللَّه، لا أقول غير مخلوق.

فقلت له: يا أبا عبد اللَّه، أحمد بن حنبل يقول: هو كلام اللَّه غير مخلوق. فقال لي: أخي، أحمد بن حنبل ثقة عدل.

قال: وسألت أبا يعقوب إسحاق بن سليمان الجواز عن القرآن؛ فقال: هو كلام اللَّه وهو غير مخلوق.

ثم قال لي: إذا كنا نقول: القرآن كلام اللَّه لا نقول: مخلوق ولا غير مخلوق. فليس بيننا وبين هؤلاء الجهمية خلاف.

فذكرت ذلك لأحمد بن حنبل، فقال أحمد: جزى اللَّه أبا يعقوب خيرًا.


(١) في "الإبانة" كتاب الرد على الجهمية ١/ ٢٩٣ - ٢٩٤ (٦٢) تربيثا، وفي هامشها: أي: خديعة.
(٢) رواه ابن بطة في "الإبانة" كتاب الرد على الجهمية ١/ ٢٩٣ - ٢٩٤ (٦٢ - ٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>