قلت: كذا بلغني. قال: أخزاه اللَّه تدري من كان خاله؟ قلت: لا.
قال: كان خاله عبدك الصوفي، وكان صاحب كلام ورأي سوء، وكل من كان صاحب كلام فليس ينزع إلى خير. واستعظم ذلك واسترجع وقال: إلام صار أمر الناس؟ !
"الإبانة" لابن بطة كتاب الرد على الجهمية ١/ ٣٣٨ - ٣٣٩ (١٤٢ - ١٤٣)
قال المروذي: قلت لأبي عبد اللَّه: إن رجلًا من أصحابنا زوج أخته من رجل، فإذا هو من هؤلاء اللفظية، يقول: لفظي بالقرآن مخلوق، وقد كتب الحديث، فقال أبو عبد اللَّه: هذا شر من جهمي.
قلت: فتفرق بينهما؟ قال: نعم.
قلت: فإن أخاها يفرق بينهما؟ قال: قد أحسن، وقال: أظهروا الجهمية، هذا كلام ينقض آخره أوله.
قلت لأبي عبد اللَّه: إن الكرابيسي يقول: من لم يقل: لفظي بالقرآن مخلوق فهو كافر؟ قال: بل هو كافر، وقال: مات بشر المريسي وخلفه حسين الكرابيسي.
قال أبو طالب عن أبي عبد اللَّه: سأله يعقوب الدورقي عمن قال: لفظنا بالقرآن مخلوق، كيف تقول في هذا؟ قال: لا يكلم هؤلاء ولا يكلم هذا، القرآن كلام اللَّه غير مخلوق، على كل جهة، وعلى كل وجه تصرف، وعلى أي حال كان.
قال اللَّه تعالى:{وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ}[التوبة: ٦]. وقول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا يصلح في الصلاة شيء من كلام الناس"؛ وقال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "حتى أبلغ كلام ربي". هذا كلام جهم، على من جاء بهذا غضب اللَّه.
"الإبانة" لابن بطة كتاب الرد على الجهمية ١/ ٣٤٤ - ٣٤٥ (١٥١ - ١٥٢)