ذلك بقضاء اللَّه عَزَّ وَجَلَّ، وذلك بمشيئته في خلقه، وتدبيره فيهم، وما جرى من سابق علمه فيهم، وهو العدل الحق الذي يفعل ما يريد، ومن أقر بالعلم لزمه الإقرار بالقدر والمشيئة على الصغر والقَمْأ (١).
"طبقات الحنابلة" ١/ ٥٦ - ٥٧.
قال الحسن بن إسماعيل الربعي: قال لي أحمد بن حنبل إمام أهل السنة والصابر تحت المحنة: أجمع تسعون رجلًا من التابعين وأئمة المسلمين وأئمة السلف، وفقهاء الأمصار على أن السنة التي توفي عليها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أولها: الرضا بقضاء اللَّه، والتسليم لأمره، والصبر على حكمه، والأخذ بما أمر اللَّه به، والانتهاء عما نهى عنه، والإيمان بالقدر خيره وشره، وترك المراء والجدال في الدين. . .
"طبقات الحنابلة" ١/ ٣٤٩ - ٣٥٠.
قال أحمد بن محمد التميمي الزرندي: لما أشكل على مسدد بن مسرهد بن مسربل أمر الفتنة، وما وقع الناس فيه من الاختلاف في القدر، والرفض والاعتزال وخلق القرآن، والإرجاء، كتب إلى أحمد بن حنبل: أكتب إليَّ بسنة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-.
فكتب إليه: . . ونؤمن بالقضاء والقدر خيره وشره، وحلوه ومره، وأن اللَّه خلق الجنة قبل الخلق، وخلق لها أهلًا، ونعيمها دائم، ومن زعم أنه يبيد من الجنة شيء فهو كافر، وخلق النار قبل خلق الخلق، وخلق لها أهلًا، وعذابها دائم، وأن أهل الجنة يرون ربهم لا محالة، وأن اللَّه يخرج أقوامًا من النار بشفاعة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-.