قال أبو عبد اللَّه: إذا قال: أشهد أن لا إله إلَّا اللَّه وأن محمدًا رسول اللَّه إذا جاء يريد الإسلام فهو مسلم. وأما إذا قال: أشهد أن لا إله إلَّا اللَّه، وأن محمدًا رسول اللَّه وهو لا يريد الإسلام لم أجبره.
وقال: أخبرني محمد بن أبي هارون، قال: حدثنا محمد بن أبي هاشم، قال: دفع إليّ فوران شيئًا من مسائل أبي عبد اللَّه قال: سألته قال: قلت: اليهود يقول بعضهم: أشهد أن لا إله إلَّا اللَّه وأشهد أن محمدًا رسول اللَّه. فقال: إذا لم يرد الإسلام، أما إذا جاء ليسلم فشهد أن لا إله إلَّا اللَّه وأن محمدًا عبده ورسوله وصلَّى، فأي إسلام أتمّ من هذا؟ ! أليس يروى عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال:"أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إله إِلَّا اللَّهُ فَإِذَا قَالُوا منعُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ".
"أحكام أهل الملل" للخلال ٢/ ٣٧٤ - ٣٧٥ (٨٣٧ - ٨٤١)
قال الخلال: حدثنا محمد بن علي، قال: حدثنا مهنا، قال: سألت أحمد عن رجل من أهل الذمّة يهودي أو نصراني أو غير ذلك من الأديان يقول: أنا مسلم وإن محمدًا نبي؟
قال: هو مسلم، ثم قال: أما أنا فكنت أجبره على الإسلام.
وقال: عجبًا لأبي حنيفة بلغني عنه أنه يقول: لا يكون مسلمًا حتى يقول أنا بريء من الكفر الذي كنت فيه، وإلَّا فلا يكون مسلمًا ولا يجبر على الإسلام حتى يقول: وإني بريء من الكفر.
وقال: أخبرنا محمد بن علي في موضع آخر، قال: حدثنا مهنا، قال: سألت أبا عبد اللَّه عن رجل يهودي أو نصراني أو مجوسيّ قال: أشهد أن لا إله إلَّا اللَّه وأن محمدًا رسول اللَّه. قال: يجبر على الإسلام.