نقول: أمور الاعتقاد ينبغي فيها غاية الاحتياط ولو سلمنا جدلاً وتنزلاً – بعد أن قررنا في الأجوبة الأربعة الماضية أنه لا يجوز – لو سلمنا أن هذا النوع من التوسل اختلف في جوازه مع أن المذاهب الأربعة يقولون: "ولا يُسأل الله إلا به (١) فلا تقل: أسألك بملائكتك أو أنبيائك أو رسلك" وهذا نص متن الحنفية في كتاب (الاختيار) وهذا على سبيل المثال لو سلمنا أن فيه خلافاً فتركه متعين عند المهتدي خشية أن يكون فيه ضلال وهو لا يدري فليترك الصيغة المختلف فيها فليقل صيغة لا اختلاف فيها.
إخوتي الكرام.... انتبهوا!! نظير هذه المسألة مسألة شد الرحل لزيارة النبي صلى الله عليه وسلم هل يجوز أم لا؟
فالإمام ابن تيمية قال: لا يجوز شد الرحل لزيارة النبي صلى الله عليه وسلم لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [لا تشد الرحال إلا لثلاثة مساجد] ، فجاء الإمام السُبكِي ورد عليه بعد ذلك بكتاب سماه (شفاء السقام في زيارة خير الأنام) ، ثم ألف الإمام الحافظ ابن عبد الهادي بعد ذلك كتاباً رد فيه على السبكي سماه (الصارم المُنْكِي في الرد على السُبْكِي) .
(١) أي لا يسأل الله إلا بالله، أو بسبب مشروع كطلب الدعاء من إنسان أو عمل صالح منك تتوسل به إلى الله، إذن فتتوسل إلى الله بالله، وتتوسل إلى الله بدعاء إنسان وتتوسل إلى الله بعمل صالح، والأول أعلى أنواع التوسل أن تتوسل إلى الله بالله يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث [في رواية: بك أستغيث] فأصلح لي شأنيَ كُلَّه ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين.