للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: [نظر الله في قلوب العباد فرأى قلب محمد عليه الصلاة والسلام خير القلوب وأتقاها فاختاره لرسالة، ثم نظر في قلوب العباد فوجد قلوب الصحابة خير القلوب وأتقاها فاختارهم (١)


(١) أي أن الله سبحانه وتعالى عندما اختار أبا بكر لصحبة نبينا عليه الصلاة والسلام وهكذا سائر الصحابة لم يخترهم اعتباطاً بل هو حكيم يضع الأمور في مواضعها، يعني هل يتصور أن يكون قلبنا أو قلب أحد من الصحابة كقلب أبي بكر أو عمر أو عثمان أو علي أو غيرهم من الصحابة؟ هذا مستحيل، إذن قلوب طاهرة علم الله فيها هذا فجعل لها هذه المكانة وبعد ذلك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم والحديث في صحيح مسلم [لا يأتي عليكم عام إلا والذي بعده شر منه حتى تلقوني على الحوض] فما معنى شر منه؟ يعني هل الأيام فيها شر وتتغير أو أهلها والناس الذين يعيشون فيها؟ بل الناس، وتأمل أحوال العالم منذ أن كان نبينا عليه الصلاة والسلام إلى هذا اليوم خير يقل وشر يتزايد فإذن القلوب كلما تأخرت تدنست وتنجست وفسدت وخبثت هذا علمه الله من أحوال القلوب، فإذن هل تصلح مثل هذه القلوب لأن تكون في العصر الأول؟ الحمد لله مع شوقنا والله لرسولنا صلى الله عليه وسلم الحمد لله الذي لم يخلقنا في ذلك الوقت لأنه لو خلقنا آنذاك لخذلنا نبينا عليه الصلاة والسلام فنحن لسنا بأهل لأن نصحبه، وما عندنا شك في ذلك، ونسأل جل وعلا أن يكرمنا بجنات النعيم برؤيته ورؤية نبيه صلى الله عليه وسلم بفضله وكرمه، لكن هل نحن عندنا جد الصحابة وعزيمتهم واجتهادهم؟ هيهات هيهات..