إذن إما أن الليل طويل وإما فيه تعريض بحال عدى فقصة عدى تأخرت هذا لو جاء إنسان وفسر هذه الآية على حسب ما يفهم من ظاهرها دون الرجوع إلى نصوص الشرع وإلى ما لابسها فهو مفسر للقرآن برأيه من ذلك قول الله جل وعلا:{يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون} آية تسع وثمانين من سورة البقرة {وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها} لو جاء إنسان ليفسر هذه الآية على حسب الظاهر وما يفهم من لغة العرب يقال ليس الطاعة لله أن تأتى البيت من ظهره أنما الطاعة لله هو تنفيذ شرع الله أن تأتى البيت من الباب الذى يدخل الناس منه.
طيب وربما يقول لك قائل وهل أحد يأتى البيت من ظهره ويتسلق عليه من الجدران وخلفه من يفعل هذا القرآن إذن يتكلم فى شىء غير واقع ويحضنا على أمر هو الذى يفعله كل الناس مؤمنهم وكافرهم {وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها} كل واحد يأتى الدار من بابها وما واحد يأتى إلى بيته يتسلق على الجدران من خلف، فهذه إذا ما فهم ما لابس نزولها وسبب نزولها يستطيع أن يتكلم فى تفسيرها عن طريق لغة العرب على الإطلاق.
ثبت فى الصحيحين عن البراء ابن عازب قال هذه الآية نزلت فينا معشر الأنصار ماذا كنتم تعملون كانوا إذا أحرموا بحج أو عمرة وأهلوا لله جل وعلا بأحد هذين النسكين لا يدخل واحدا منهم بيته من بابه إذا عرضت له حاجة ماذا يفعل يأتى إلى بيته من الخلف ويتسلق الجدران وينزل بعد ذلك من السطح البيت من بابه لا يدخله تعظيما لله على حسب ما توارثوه فى الجاهلية.