للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فالله جل وعلا يقول: {وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها} هذا ليس فيه طاعة لله وليس فيه تعظيم لله والله ما أمركم بذلك {ولكن البر من اتقى} إذا أحرمتم فاتقوا المحذورات والمحرم عليكم {وأتوا البيوت من أبوابها} واتقوا الله لعلكم تفلحون.

وورد أيضا أن الأنصار كانوا إذا رجعوا من سفر سفر حج أو غيره تعظيما لله لا يدخلون البيوت من أبوابها إنما يتسلقون الجدران ويأتونها من خلفها فنهاهم الله عن ذلك.

وورد أيضا أن الأنصار إذا أرادوا سفرا وعدلوا عنه لا يدخوا البيت بعد ذلك من بابه إنما يأتيه من خلفه ويتسلق فنهاهم الله عن ذلك.

وورد أيضا أنهم إذا اعتكفوا وعرضت لهم حاجة وخرج من معتكفه لا يدخل البيت من بابه إنما يتسلق عليه من خلفه.

وورد أيضا أن الأنصار إذا انفضوا من عيدهم لا يدخلون البيوت من أبوابها إنما يدخلون من خلفها ويتسلقون الجدران.

{وأتوا البيوت من أبوابها وأتقوا الله لعلكم تفلحون} هنا لا يمكن أن يفسر الإنسان هذه الآية إلا على حسب نصوص الشرع ولذلك العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب ولو فسرت هذه الآية على حسب ظاهر اللغة لقلت أن هذه الآية تعالج قصة لا واقع لها الإنسان يدخل البيت من بابه ولا يتسلق عليه من خلفه يقال لك ما أحد يفعل هذا ثم لو أراد أن يتسلق أحيانا من الخلف لحاجة لاعتبارلأمر لأن الباب مغلق تقول منهى عنه ابحث ما فى وسعك للدخول من هذا الباب ولو أدى إلى كسره ولا يجوز لك أن تتسلق هذا البيت وأن تأتيه من خلفه وإن كان لعذر لا أبدا ما تتكلم عن هذا تعالج واقعا معينا كانوا يتدينون لله ويتقربون إليه بأن يأتوا البيوت من ظهورها فنهوا عن هذا.