إخوتى الكرام: وهذا الكلام من الإمام ابن تيمية شاهد قطعى على أنه يجيز التفسير بالرأى وقد تناقض الشيخ أبو زهرة عليه رحمة الله فى هذه المسألة نحو الإمام ابن تيمية ففى الكتاب الذى ترجم فيه لابن تيمية عليه رحمة الله فى صفحة مائتين وثلاث وثلاثين إلى صفحة مائتين وخمس ثلاثين أثنى على الإمام ابن تيمية وذكر أنه يعمل عقله ويبذل ما فى وسعه للوصول إلى مراد ربه ويدرك إشارات القرآن ويقف على مراميه ويستنتبط من الألفاظ دلالات عظيمة تشير إليها تلك الآيات وهذا هو حال الإمام عليه رحمة الله وحال أئمة الإسلام لكنه فى كتابه المعجزة الكبرى فى صفحة خمسمائة وسبع جاء وقال إن الإمام ابن تيمية يحرم تفسير القرآن بالرأى فى الكتاب المتقدم ذكر أنه يعمل رأيه وجمع بين إعمال رأيه وبين ما نقل عنه من تحريم التفسير بالرأى فقال التحريم منصرف إلى الهوى وإلى التفسير الذى لا يستند على دليل ولا على بينة وهو مصيب فى ذلك لكن نسب إليه فى كتاب المعجزة الكبرى أنه يحرم تفسير القرآن بالرأى ولم يبين أى رأى يريد الإمام ابن تيمية عليه رحمة الله ثم علق عليه بما يبين أن الأمة خالفته فى هذا وهذا فى الحقيقة خلاف ما قرره نفس الشيخ كما قلت فى الكتاب الذى ترجم به لابن تيمية عليه رحمة الله.
الإمام ابن تيمية عليه رحمة الله له تفسير لقول الله جل وعلا فى سورة العنكبوت سديد سديد محكم رشيد مع أنه لم ينقل عن السلف الكرام {وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون}
ولذكر الله أكبر نقل عن السلف قولان فى بيان المراد من هذه الجملة المباركة ولذكر الله أكبر: