فجمهور السلف وعلى رأسهم ابن عباس رضي الله عنهم أجمعين ولذكر الله لنا أكبر من ذكرنا له لأن الله يذكر من يذكره وعندما نذكره هذا حسن وطيب وعمل عظيم أعظم من هذا عندما يذكرون الله فمن ذكر الله فى نفسه ذكره الله فى نفسه ومن ذكر الله فى ملأ ذكره الله فى ملأ خير منه ولذكر الله أكبر أى ذكر الله لنا أعظم من ذكرنا له وحقيقة الأمر كذلك.
وهناك قول آخر: منقول عن عدة من السلف ولذكر الله أكبر أى أكبر من كل شىء وأعظم من كل طاعة ولذلك سئل عدد من السلف رضوان الله عليهم أجمعين عن أفضل الطاعات فكانوا يتلون هذه الآية ولذكر الله أكبر ولا يفتر لسانك من ذكر ربك ولذكر الله اكبر والله يعلم ما تصنعون.
يقول الإمام ابن تيمية كما نقل عنه تلميذه فى التفسير القيم للإمام ابن القيم فى صفحة أربعمائة وأربعة عليهم جميعا رحمة الله يقول: ولذكر الله أكبر ونقل هذا المعنى الإمام ابن كثير أيضا فى تفسيره يقول الصلاة فيها فائدتان:
الفائدة الأولى: تنهى عن الفحشاء والمنكر كما قال الله إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر وهذا مقصود من غيره وهناك شىء مقصود من ذاته فى الصلاة وهو أننا نذكر الله ونعظمه ونثنى عليه بما هو أهله سبحانه وتعالى ولذكر الله أكبر أى الفائدة التى يحصلها المصلى من الثناء على الله وتعظيمه لربه أعظم من كون الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر فأنت فى الصلاة تحصل فائدتين اثنتين.
الفائدة الأولى: تنهاك عن الفحشاء والمنكر والفائدة الثانية تعظم فيها ربك وتثنى عليه أى الفائدتين أعظم؟ هذه مقصودة لذاتها وهى الثناء على الله وعبادته وتعظيمه بما هو أهله وأما تلك مقصودة لغيرها فإذن هنا كون الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر هذا ليس من باب المقصود أصالة المقصود أصالة أننا نثنى على الله جل وعلا فى صلاتنا ونعظم.