فهذا التفسير الذى ذكره لا يتنافى مع نصوص الشرع ونصوص الشرع تشهد له الله شرع الصلاة لنعظمه فيها فلا يقال هذا تفسير بالرأى وهو حرام ومن قال فى القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار تفسير دل على اعتبار لنصوص الشرع القطعية ولا يخرج عن قواعد اللغة العربية.
فما فسر كلام الله جل وعلا بما لا يحتمله على حسب اللسان الذى نزل به بلسان عربى مبين، فاللغة العربية لا ترد هذا التفسير والنصوص الشرعية تشهد له فهو تفسير معتبر كونه لم ينقل لا حرج فى ذلك.
ولذكر الله أكبر الفائدة التى يحصلها المصلى فى صلاته بذكره لربه أعظم من الفائدة التى يحصلها من صلاته فى أن الصلاة تنهاه عن الفحشاء والمنكر.
إخوتى الكرام: وهذه نصوص بينة كما قلت عن هذا الإمام المبارك بأنه يجيز تفسير القرآن بالرأى على حسب الصفات والاعتبارات التى ذكرتها وأن ما نسب إليه أبو حيان غفر الله ورحمه فى البحر المحيط فى الجزء الأول فى الصفحة خمسة بأن الإمام ابن تيمية لا يرى تفسير القرآن بالرأى ويرى أن تفسير القرآن قاصر على السماع ولا يجوز فهم تركيب آيات القرآن إلا بالنقل عن مجاهد وعكرمة وعن أئمة السلف ثم قال وهذه مجازفة وهذا قول بعيد وهذا كلام ساقط نقول ما ثبت هذا الكلام عن هذا الإمام حتى حكمت عليه بعد ذلك بما حكمت نعم من قال إن تفسير القرآن بالرأى ممنوع ولا يجوز للإنسان أن يفسر كلام الله إلا بالنقل الثابت عن أئمة التابعين ومن سبقهم فقوله ساقط لكن هذا الكلام ما ثبت عن هذا الإمام عليهم جميعا رحمة الله
إخوتى الكرام: وصفوة القول التفسير بالرأى له حالتان وعلى كل حالة من حالتيه أجمع أئمة الإسلام.
تفسير بالرأى المحمود الجائز: الذى يوافق قواعد اللغة ونصوص الشرع ويدل عليه السياق فيشهد له السباق واللحاق فهذا جائز باتفاق وما أحد من أئمة الإسلام منع ذلك.