للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

طائف يطيف عليهم ولا يسكن فى قلوبهم يتذكرون فإذا هم مبصرون وهكذا المسلم يسهو ثم يرجع فأطعموا طعامكم الأتقياء وأولوا معروفكم المؤمنين هذا المعنى رسخ فى القلوب فى قلوب المؤمنين فى العصر المكى فما كان يتصور من مؤمن شهد العصر المكى أن يستقبح شيئا من شريعة الله ولا أن يستحسن شيئا من أعراف الناس وأوضاعهم وعاداتهم إذا لم ينزل بها إلى شرع ووحى ويقرها وما كان أحد يعرض دين الله على رأيه ولا على عرفه ولا على أوضاع الناس ليرى هل هذا يتفق أم لا فإن اتفق أخذنا به وإلا طرحناه هذا ما كان يخطر ببال [فلا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به] {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما} وكان أحدهم إذا دعا إلى دعوة جاهلية أراد أن يخرج بها عن إطار الشريعة الإسلامية قالول له لفظل فى منتهى الخشونة ليقف عند حده كما تقدم معنا أن واحدا منهم كانت إذا نفسه خرجت إلى شىء من خصال الجاهلية كما حصل فى أبى ذر رضي الله عنه يطهر نفسه بمطهر شديد لئلا تفكر نفسه بالعودة إلى ذلك الفعل القبيح هذا أبو سفيان عندما عرض النبى عليه الصلاة والسلام الإسلام فى فتح مكة وأقر أبو سفيان أن اللات والعزى وهبل ما أغنت عنهم شيئا وأن الإله الحق هو الله الذى لا إله غيره قال له أما آن لك أن تؤمن قال كيف أفعل باللات والعزى ورثتها عن آبائى وأنا أعظمها ليس منها فائدة لكن كيف أفعل بها فقال له عمر اخرأ عليها لا زلت تنتظر اللات والعزى اخرأ عليها لا زلت تتحدث عن اللات والعزى.